- Home
- المقالات
- منوعات نفطية
- بيرة وبنزين ونفط .. وكتب مقدسة
رغم وصوله إلى مستويات قياسية، إلا أن متوسط أسعار البنزين في الولايات المتحدة منذ بداية العام الحالي مازال أقل من سعر أي سائل يستخدمه الأمريكيون بشكل يومي، بما في ذلك المياه المعبأة، والمشروبات الغازية، والبيرة.
متوسط سعر البيرة في الولايات المتحدة يبلغ ثلاثة أضعاف سعر البنزين!
* يستهلك الأمريكيون ثلاثة جالونات من البنزين مقابل جالون من البيرة. أما في الجامعات الأمريكية فإن النسبة هي العكس تماماً حيث تبلغ نسبة الاستهلاك ثلاثة جالونات من البيرة إلى جالون واحد من البنزين!
* على الرغم من وصول أسعار البنزين إلى مستويات قياسية في الولايات المتحدة إلا أن الطلب على البنزين ارتفع بشكل ملحوظ في الفترات الأخيرة بسبب القوانين البيئية التي أجبرت المصافي على مزج البنزين بمادة الإيثانول النباتية بدلاً من مادة إم تي بي إي النفطية.
* إنتاج جالون واحد من الإيثانول من الذرة يتطلب استخدام أربعة جالونات من مياه الشرب! أمريكا تحدثت تاريخياً عن أمن الطاقة…فهل سيكون همها في المستقبل هو “أمن المياه”؟
* وقد يضاف إلى ذلك “أمن الخمور” لأن الإيثانول مادة كحولية أكثر تركيزاً من البيرة!
* تكنولوجيا صناعة البيرة لم تتغير أساسياتها منذ آلاف السنين بينما تستخدم أحدث وأعقد أنواع التكنولوجيا لاستخراج النفط وتكريره للحصول على البنزين.
* أسعار النفط الحقيقية (أسعار النفط بعد الأخذ في الحسبان معدلات التضخم)، مازالت أقل من قيمتها الحقيقية عام 1981 بنحو 15 دولارا للبرميل. هذا يعني أن على أسعار النفط أن تتجاوز 90 دولارا للبرميل لتصبح فعلاً .. قياسية!
* ارتفعت أسعار البنزين إلى مستويات قياسية في الفترات الأخيرة في الولايات المتحدة حيث تجاوز سعر الجالون ثلاثة دولارات للبرميل. مقارنة بالدخل الأمريكي. أسعار البنزين يجب أن ترتفع إلى 4.20 دولار للجالون لتساوي السعر الذي دفعه الأمريكيون مقارنة بدخلهم بين عامي 1979 و1981.
* الضرائب على البنزين في الولايات المتحدة هي الأقل ضمن الدول الصناعية ولكن الولايات المتحدة لا تستطيع رفع الضرائب على البنزين لتتناسب مع الضرائب الأوروبية للأسباب التالية:
1- إذا تجاهلنا المناطق المتجمدة والصحاري الكبرى فإن الولايات المتحدة هي أقل بلاد العالم كثافة في السكان.
2- متوسط المسافة التي يقود فيها الأمريكي سيارته ليذهب إلى عمله هي الأعلى ضمن الدول الصناعية.
3- الوقت الذي يقضيه الفرد الأمريكي ذاهباً إلى عمله هو الأعلى ضمن الدول الصناعية.
4- يغير الفرد الأمريكي وظيفته نحو ثماني مرات خلال حياته العملية، بينما يبلغ هذا المعدل 2.5 فقط في أوروبا و…..صفر في اليابان! جزء كبير من تغيير الوظائف يحصل من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ أو العكس!
5- لا ترقى المواصلات العامة في المدن الأمريكية إلى مستوى المواصلات العامة في أوروبا واليابان. إضافة إلى ذلك فإن استخدام الخطوط الحديدية لنقل الركاب في الولايات المتحدة محدود جداً مقارنة بالدول الأوروبية والآسيوية.
6- على الرغم من الزيادة المستمرة في استهلاك النفط في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من وصول الأسعار الاسمية للنفط إلى مستويات قياسية، إلا أن الإنفاق على النفط كنسبة من الناتج المحلي الأمريكي انخفض من 7.5 في المائة عام 1981 إلى 3.5 في المائة في الأشهر الأخيرة.
استخدام التوراة والإنجيل للبحث عن النفط
قامت شركة نفطية أمريكية مغمورة اسمها “نس إنيرجي” بالتنقيب عن النفط في إسرائيل. يقول مؤسس الشركة القسيس إرنيست ستيفنس، الذي مات منذ سنتين، إنه أسس الشركة لأنه بعد أن التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن بساعتين عام 1982، جاءه الوحي وأخبره أن الله يأمره بالتنقيب عن النفط في إسرائيل، أرض الميعاد، لأن أكبر حقل نفطي في العالم يقع في الجهة الجنوبية الغربية من البحر الميت. أسلوب الشركة في التنقيب مبني على تفسير بعض الجمل التوراتية والإنجيلية بطريقة معينة لتحديد مكان الآبار.
الشركة فشلت في العثور على النفط في كل بئر حفرتها وحققت خسائر سنوية منذ إنشائها. ما زاد الطين بلة، وربما زعزع إيمان مؤسس الشركة الذي مات منذ فترة، أن اتفاق أوسلو جعل أراضي الشركة ضمن الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وليس في “أرض الميعاد”. الشركة اعترفت فيما بعد بأن مؤسسها فسر الجُمل بشكل خاطئ فتم اختيار أمكنة خاطئة، الأمر الذي أجبرها على تغيير مكان التنقيب، ولكنها لم تجد نفطاً حتى في المكان الجديد. الشركة استمرت في تضليل المستثمرين التابعين لكنائس معينة بقيامها أخيراً بتوظيفها مهندساً، ولأول مرة. المضحك في الأمر أن وجود أكبر حقل نفطي في العالم في المنطقة يقتضي أن يكون هذا الحقل أكبر من البحر الميت نفسه، وليس في زاوية من زواياه!
من جريدة الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2009/05/01/article_5915.html
Comment